responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله    الجزء : 1  صفحة : 260
مِنْ عَهْدٍ عهدوا معنا على لسان رسلنا موفين له وَإِنْ وَجَدْنا أَكْثَرَهُمْ لَفاسِقِينَ اى بل ما وجدنا وما صادفنا أكثرهم بعد ما قد عهدنا معهم عهدا وثيقا الا فاسقين ناقضين لعهودنا ومواثيقنا مطلقا
ثُمَّ بَعَثْنا مِنْ بَعْدِهِمْ اى بعد انقراض أولئك الغواة الطغاة الهالكين بأنواع العذاب والنكال نبينا مُوسى المختص بتشريف تكليمنا مؤيدا بِآياتِنا الدالة على توحيدنا مع انا قد أيدناه بالمعجزات الباهرة إِلى فِرْعَوْنَ المبالغ في العتو والاستكبار الى حيث يدعى الألوهية والربوبية لنفسه وَمَلَائِهِ المعاونين له المصدقين لدعواه الكاذبة وبعد ما ادعى الكليم النبوة واظهر الآيات فَظَلَمُوا بِها اى أنكروا بالآيات ونسبوها الى ما لا يليق بشأنها وكذبوا موسى فَانْظُرْ ايها المعتبر الرائي كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ في ارض الله الخارجين عن مقتضيات أوامره ونواهيه
وَاذكر يا أكمل الرسل إذ قالَ مُوسى حين أراد دعوتهم يا فِرْعَوْنُ المتكبر المتجبر المتجاوز عن مقتضى الحدود الإلهية المفسد بين عباده بأنواع الفسادات المفرط المفرط بدعوى الربوبية إِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ قد أرسلني الله واختارني لرسالته
وانا حَقِيقٌ جدير لائق عَلى أَنْ لا أَقُولَ ولا أسند عَلَى اللَّهِ القادر المقتدر المتعزز الغيور من الأقوال والاحكام إِلَّا الْحَقَّ الذي قد علمني ربي بالوحي وبعثني لأجله وتبليغه لعباده واعلموا ايها البغاة الطغاة انى قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَيِّنَةٍ واضحة دالة على صدقى في دعواي صادرة مِنْ رَبِّكُمْ الذي أظهركم وأوجدكم من كتم العدم بعد ان لم تكونوا شيأ مذكورا فَأَرْسِلْ ايها الفرعون الطاغي مَعِيَ بَنِي إِسْرائِيلَ المقهورين تحت قهرك المظلومين بيدك ليذهبوا معى الى الأرض المقدسة التي هي وطن آبائهم وفكك رقابهم عن رقك وخل سبيلهم بعد ما امر الحق به والا قد نزل عليك وعلى قومك عموم ما أوعدك الحق به من انواع العذاب والعقاب في العاجل والآجل
قالَ فرعون في جوابه مستكبرا مكذبا بل منهكما على وجه التكبر والخيلاء لا افك رقابهم ولا اخلى سبيلهم بل إِنْ كُنْتَ ايها المدعى الكاذب قد جِئْتَ بِآيَةٍ من عند ربك الذي قد ادعيت رسالته فَأْتِ بِها إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ في دعويك هذا
ثم لما سمع موسى قوله وشاهد عتوه واستكباره فَأَلْقى بالهام الله له عَصاهُ من يده على الأرض بين أيديهم فَإِذا هِيَ ثُعْبانٌ بلا معالجة واستعمال اسباب وأدوات كما يفعله السحرة مُبِينٌ عظيم ظاهر بأضعاف مقدار العصا. روى انه لما ألقاها صارت ثعبانا أشقر فاغرا فاه بين لحييه ثمانون ذراعا وضع لحاه الأسفل على الأرض والأعلى على سور القصر ثم توجه نحو فرعون فهرب وأحدث وانهزم الناس مزدحمين فمات من الناس خمسة وعشرون الفا وصاح فرعون أنشدك بالذي أرسلك يا موسى خذه وانا او من بك وأرسل معك بنى إسرائيل فأخذه فعاد عصا
وَبعد ذلك نَزَعَ يَدَهُ اى ادخل يده في جيبه وكان لون بشرة موسى شديد الادمة ثم نزع فَإِذا هِيَ بَيْضاءُ مشرقة مشعشعة محيرة لِلنَّاظِرِينَ مفرقة لابصارهم من كمال ضوئها وانارتها بحيث قد غلب ضوءها ضوء الشمس
ثم لما شاهدوا من معجزاته وآياته ما شاهدوا قالَ الْمَلَأُ اى الأشراف مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ متعجبين من امره متشاورين مع فرعون حائرين مضطرين مضطربين خائفين من استيلائه إِنَّ هذا لَساحِرٌ عَلِيمٌ متناه في هذا العلم الى أقصى غايته لذلك ادعى الرسالة وأعجز الغير عن إتيان مثله
وبالجملة يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بسحره هذا فَماذا تَأْمُرُونَ ايها المتأملون المتفكرون في ضبط المملكة وحفظ

اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله    الجزء : 1  صفحة : 260
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست